تعد تقنية تفقيس بيض الدجاج باستخدام الفقاسات تقنية رائجة بين المزارعين و مربي الدواجن بجميع أنواعها و أشكالها. و تعتمد هذه التقنية على توفير بيئة محاكاة قريبة من الظروف الطبيعية التي توفرها الدجاجة الحاضنة. و الفقاسات عبارة عن أجهزة مصممة لتحافظ على درجات الحرارة والرطوبة المثلى للتفقيس، بالإضافة إلى تقليب البيض بانتظام لضمان نمو الأجنة بشكل سليم. فما هي العوامل المؤدية لتجويد عملية التفقيس؟
عامل المدة:
يعد تفقيس بيض الدجاج داخل الفقاسات عملية حساسة تتطلب تحكمًا دقيقًا في الظروف البيئية داخل الفقاسة، بما في ذلك الحرارة والرطوبة والتقليب، لضمان نمو الجنين وتطوره بشكل سليم. تستغرق دورة تفقيس بيض الدجاج عادة 21 يومًا، وتنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية ترتبط بتطور الجنين داخل البيضة. و خلال هذه الفترة، يحدث العديد من التغيرات الفسيولوجية المعقدة التي تتطلب ضبطًا دقيقًا للظروف داخل الفقاسة.
المرحلة الأولى: من اليوم 1 إلى اليوم 7.
في الأيام الأولى من التفقيس، يبدأ الجنين في التطور من خلال عمليات الانقسام الخلوي السريعة. خلال هذه المرحلة، تتكون الهياكل الأساسية للأعضاء مثل القلب والدماغ. و يُعتبر الحفاظ على درجة حرارة ثابتة عند 37.5 درجة مئوية (99.5 درجة فهرنهايت) أمرًا حيويًا في هذه الفترة، إلى جانب ضبط مستوى الرطوبة بين 50% و55%.
بالإضافة إلى الحرارة والرطوبة، يُعد التقليب المنتظم للبيض من العناصر المهمة خلال هذه المرحلة. يتم تقليب البيض عادة من 3 إلى 5 مرات يوميًا لضمان توزيع الحرارة والرطوبة بالتساوي حول الجنين ومنع التصاقه بجدار البيضة. و إذا لم يتم تقليب البيض بشكل كافٍ، فقد يؤدي ذلك إلى عيوب في التطور الجنيني، مثل الالتصاق غير الطبيعي أو النمو غير المتكامل للأعضاء.
المرحلة الثانية: من اليوم 8 إلى اليوم 17.
خلال هذه الفترة، يزداد نشاط الأيض في الجنين، حيث تبدأ الأعضاء الداخلية في التكوين الكامل. في هذه المرحلة، يجب الاستمرار و بشكل دقيق في الحفاظ على درجة الحرارة عند 37.5 درجة مئوية، والرطوبة تظل ضمن المستوى (50-55%).
من اليوم الثامن وحتى اليوم السابع عشر، يستمر التقليب اليومي للبيض لضمان توزيع الحرارة والرطوبة بشكل متساوٍ داخل الفقاسة. هذه المرحلة هي الأكثر أهمية لنمو الأعضاء الحيوية، حيث تبدأ العظام في التكون، وتزداد كتلة الجسم بشكل واضح. فأي خطأ في إدارة الحرارة أو الرطوبة أو التقليب خلال هذه الفترة يمكن أن يؤثر سلبًا على الكتاكيت، مما يؤدي إلى ضعف النمو أو ارتفاع معدلات وفيات بنسب عالية.
المرحلة الثالثة: من اليوم 18 إلى اليوم 21.
مع اقتراب الجنين من الفقس، تحدث تغيرات ملحوظة في سلوكه واحتياجاته البيئية. خلال اليوم 18 يتم إيقاف عملية تقليب البيض تمامًا، حيث يحتاج الجنين إلى الاستقرار داخل البيضة لاتخاذ وضعية الفقس المناسبة. في هذه المرحلة ينخفض النشاط الأيضي للجنين، ويبدأ في استخدام كيس الهواء داخل البيضة، وهو مؤشر على استعداده للخروج.
فابتداءً من اليوم 18، تُخفَّض درجة الحرارة إلى 37.0 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت)، وتزداد الرطوبة إلى 65% إلى 70%. هذا الارتفاع في الرطوبة ضروري لتليين القشرة وتسهيل عملية الفقس. و في الأيام الأخيرة، يبدأ الجنين في التحرك داخل البيضة ويستخدم "سن الفقس"، وهي بنية خاصة على منقار الجنين، لكسر قشرة البيضة والخروج منها.
إن عملية الفقس نفسها تبدأ عادة في اليوم الـ 21، ولكن قد يستغرق الجنين عدة ساعات حتى يكمل عملية الفقس. خلال هذه الفترة، يجب الحفاظ على الظروف البيئية مستقرة قدر الإمكان، حيث أن أي تغير في درجة الحرارة أو الرطوبة قد يؤثر على قدرة الجنين على الفقس بنجاح. الفقاسات الحديثة توفر تحكمًا دقيقًا في هذه العوامل لضمان أعلى معدلات الفقس.
التحديات والمخاطر خلال فترة التفقيس
من بين المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على نجاح الفقس هي التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة أو الرطوبة، والتي قد تحدث بسبب عطل في الفقاسة أو عدم السهر على مراقبة الظروف الداخلية لها بشكل منتظم. على سبيل المثال، إذا انخفضت درجة الحرارة لأقل من 36.5 درجة مئوية، قد يؤدي ذلك إلى توقف نمو الأجنة أو تأخير في عملية الفقس. من ناحية أخرى، إذا ارتفعت درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية، قد يؤدي ذلك إلى إضعاف الجنين أو وفاته.
الرطوبة المنخفضة أيضًا يمكن أن تسبب تجفيف الأغشية المحيطة بالجنين، مما يجعل عملية الفقس أكثر صعوبة ويؤدي إلى التصاق الجنين بجدر البيضة، و الرطوبة المرتفعة بشكل مفرط، من جهة أخرى، قد تؤدي إلى نمو العفن داخل البيضة، مما يؤثر سلبًا على صحة الأجنة و اختناقه في اللحظات الأولى من إخراج رأسه إلى المحيط الخارجي لاستنشاق الهواء المشبع بالرطوبة.
**خلاصة الفقرة. تستغرق عملية تفقيس بيض الدجاج داخل الفقاسة 21 يومًا، مقسمة إلى ثلاث مراحل رئيسية. تتطلب كل مرحلة درجات حرارة ورطوبة محددة، بالإضافة إلى التقليب المنتظم للبيض في الأيام الأولى. التحكم الدقيق في الظروف البيئية هو المفتاح لضمان تفقيس كتاكيت صحيحة و جيدة.
عامل درجة الحرارة:
(يجب أن تكون درجة الحرارة ثابتة خلال الفترة الأولى والثانية عند حوالي 37.5 درجة مئوية. في المرحلة الأخيرة، يمكن خفضها قليلاً إلى 37 درجة مئوية. عدم استقرار الحرارة قد يؤدي إلى فشل عملية التفقيس.)
إن تفقيس بيض الدجاج داخل الفقاسات يعتمد بشكل كبير على الحفاظ على درجة حرارة مثالية طوال فترة التفقيس، التي تمتد عادة لمدة 21 يومًا. تتطلب هذه العملية العلمية الانتباه الشديد لأي تغير في درجة الحرارة، حيث أن الجنين النامي حساس جدًا للتقلبات الحرارية. وسنستعرض هنا درجة الحرارة المثالية بدءًا من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير.
- المرحلة الأولى: من اليوم 1 إلى اليوم 18.
خلال هذه المرحلة، يتم التركيز على توفير درجة حرارة ثابتة عند 37.5 درجة مئوية (99.5 درجة فهرنهايت). هذه الدرجة هي الأكثر شيوعًا وتعتبر المثالية لنمو الجنين. تعتمد هذه الحرارة على توفير البيئة التي تماثل تلك التي توفرها الدجاجة الأم خلال حضن البيض.
في هذه الفترة، يكون الجنين في مراحل نمو حساسة، حيث تبدأ الأعضاء الأساسية في التطور، مثل القلب والدماغ. أي انخفاض في درجة الحرارة خلال هذه الفترة قد يبطئ عملية النمو ويؤدي إلى ضعف في الكتاكيت بعد الفقس، بينما الزيادة في الحرارة قد تؤدي إلى زيادة نشاط الأيض للجنين مما قد يؤدي إلى إنهاء فترة التفقيس بشكل مبكر، ولكنه ينتج كتاكيت ضعيفة أو مشوهة.
تعمل الفقاسات الحديثة على توفير نظام دقيق للمراقبة والتحكم في الحرارة، وعادة ما تكون مزودة بمراوح لضمان توزيع الحرارة بالتساوي داخل الفقاسة. هذا مهم للغاية، حيث أن توزيع الحرارة بشكل غير متساوٍ قد يؤدي إلى اختلافات في النمو بين الأجنة المختلفة.
- المرحلة الثانية: من اليوم 18 إلى اليوم 21.
مع اقتراب الجنين من اكتمال نموه، يحتاج الجسم إلى تغييرات طفيفة في البيئة المحيطة به. لذلك، تُخفَّض درجة الحرارة إلى 37.0 درجة مئوية (98.6 درجة فهرنهايت) خلال هذه الفترة. هذا الانخفاض الطفيف يهدف إلى تقليل النشاط الأيضي للجنين والاستعداد للفقس.
في هذه المرحلة، يبدأ الجنين بالتحرك داخل البيضة ويبدأ في اتخاذ وضعية الفقس، حيث يقوم بكسر قشرة البيضة باستخدام منقاره. إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة أكثر من اللازم، قد يؤدي ذلك إلى زيادة نشاط الجنين مما يجهده قبل الفقس، أو قد تضعف قدرته على الفقس تمامًا. أما إذا كانت درجة الحرارة منخفضة بشكل غير مناسب، فقد يضعف الجنين ويواجه صعوبة في الفقس أو قد يموت داخل البيضة.
أهمية الثبات الحراري
يعد الثبات الحراري أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح عملية التفقيس. في الفقاسات اليدوية القديمة، كانت التغيرات في درجة الحرارة شائعة بسبب قلة التحكم التلقائي، وكان من الضروري مراقبتها باستمرار وضبطها يدويًا. أما الفقاسات الحديثة، فتعتمد على تقنيات متقدمة للحفاظ على استقرار الحرارة، مع تزويدها بأجهزة استشعار حساسة لقياس درجات الحرارة الداخلية بدقة.
أي تغير في درجة الحرارة لأكثر من نصف درجة مئوية في أي من الاتجاهين يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الجنين. على سبيل المثال، إذا انخفضت درجة الحرارة بشكل كبير لعدة ساعات، فقد يتوقف الجنين عن النمو تمامًا. وإذا ارتفعت، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم للجنين، مما يضر بالخلايا النامية.
دور الفقاسات المتقدمة
الفقاسات المتقدمة تعتمد على أنظمة التحكم الإلكتروني التي تسمح بالمحافظة على درجة الحرارة المثالية بدقة بالغة. تستخدم هذه الأنظمة تقنيات استشعار متعددة تراقب درجة الحرارة والرطوبة بشكل مستمر. بعض الفقاسات تحتوي أيضًا على أنظمة إنذار تنبه المستخدمين في حالة حدوث أي خلل في النظام أو إذا حدث أي تغير غير مرغوب فيه في درجة الحرارة.
كما أن بعض الفقاسات تحتوي على ميزة توزيع الحرارة المتساوي باستخدام مراوح صغيرة تضمن وصول الحرارة إلى جميع أجزاء الفقاسة بشكل متساوٍ، مما يقلل من احتمالية وجود مناطق ذات حرارة منخفضة أو مرتفعة بشكل غير متساوٍ.
**خلاصة الفقرة. درجة الحرارة المثالية لتفقيس بيض الدجاج تبدأ من 37.5 درجة مئوية في الأيام الأولى وتنخفض تدريجيًا إلى 37.0 درجة مئوية مع اقتراب موعد الفقس. الثبات الحراري طوال فترة التفقيس هو العامل الأساسي الذي يحدد نجاح أو فشل العملية. التحكم الدقيق في درجة الحرارة باستخدام الفقاسات الحديثة يزيد من فرص الحصول على كتاكيت صحية وناجحة.
عامل الرطوبة:
(تبدأ الرطوبة بحوالي 50-55% في الأيام الأولى، ثم تزداد إلى 65-70% في الأيام الأخيرة لمساعدة الكتكوت على الخروج من البيضة.)
فالرطوبة هي عامل حاسم في نجاح تفقيس بيض الدجاج داخل الفقاسة، حيث تؤثر على نمو الجنين وتطوره داخل البيضة. خلال الأيام الأولى من التفقيس، يجب الحفاظ على مستوى رطوبة يتراوح بين 50% و55%. هذه الرطوبة تضمن وجود كمية مناسبة من السائل داخل البيضة لدعم نمو الجنين. أما في الأيام الأخيرة، ابتداءً من اليوم الثامن عشر وحتى اليوم الحادي والعشرين، يتم رفع مستوى الرطوبة إلى 65% إلى 70%. هذا الارتفاع يساعد على تليين قشرة البيضة، مما يسهل على الكتكوت عملية الفقس والخروج من البيضة.
إذا كانت الرطوبة منخفضة جدًا، قد تؤدي إلى تبخر مفرط للسائل داخل البيضة، مما يصعب على الكتكوت الفقس. وعلى العكس، إذا كانت الرطوبة مرتفعة بشكل مفرط، فقد يحدث ضعف في عملية التنفس للجنين نتيجة للتراكم الزائد للسوائل. التحكم الدقيق في الرطوبة خلال مراحل التفقيس المختلفة يعد أمرًا أساسيًا لضمان نجاح العملية التفقيس.
- المراقبة والتحكم:
يعتبر التحكم في مستوى الرطوبة داخل الفقاسة أمرًا ضروريًا. يجب استخدام أجهزة قياس الرطوبة ومراقبة الظروف بانتظام لضمان تحقيق النسب المثلى. الفقاسات الحديثة تحتوي عادةً على أنظمة تحكم آلية لضبط الرطوبة، مما يسهل عملية التفقيس ويزيد من فرص الحصول على كتاكيت صحية وناجحة.
عامل التقليب:
(من الضروري تقليب البيض بانتظام، بمعدل 3-5 مرات يوميًا خلال أول 18 يومًا. بعد اليوم 18، يجب إيقاف التقليب للسماح للجنين بالاستعداد للفقس.)
إن التقليب المنتظم لبيض الدجاج داخل الفقاسة هو عنصر أساسي لنجاح التفقيس، حيث يحاكي حركة الدجاجة الأم أثناء حضنها للبيض. الهدف من التقليب هو منع التصاق الجنين بجدار البيضة، مما قد يؤدي إلى تشوهات في النمو أو حتى فشل الفقس.
خلال الـ 18 يومًا الأولى من التفقيس، يجب تقليب البيض بانتظام، عادة بمعدل 3 إلى 5 مرات يوميًا. يتم هذا التقليب لضمان توزع الحرارة والرطوبة بالتساوي حول البيضة ولتعزيز نمو الجنين بشكل سليم. و الفقاسات الحديثة غالبًا ما تحتوي على آليات تلقائية لتقليب البيض وفقًا لجدول منتظم، مما يقلل الحاجة للتدخل البشري.
من المهم إيقاف عملية التقليب في اليوم 18، حيث يكون الجنين قد تطور بشكل كافٍ ويحتاج إلى الاستقرار داخل البيضة استعدادًا لعملية الفقس. و إذا استمر التقليب بعد هذه المرحلة، قد يواجه الجنين صعوبة في التموضع بشكل صحيح للخروج من البيضة.
فعدم التقليب بشكل صحيح أو الانتظام في العملية قد يؤدي إلى مشكلات في التطور الجنيني، مثل الالتصاق الداخلي للجنين، مما يقلل من فرص الفقس بنجاح. لذا، يُعد التقليب المنتظم والمناسب خطوة أساسية لضمان صحة الأجنة وتحقيق معدلات فقس عالية.
- سرعة التقليب:
معدل سرعة التقليب في الفقاسات يعتمد على نوع الفقاسة وتصميمها، لكنه يكون عادة بطيئًا ومنتظمًا لضمان عدم إلحاق الضرر بالجنين داخل البيضة. أما في الفقاسات الأوتوماتيكية، تستغرق عملية التقليب حوالي 60 إلى 90 ثانية لكل تقليبة، حيث يتم تحريك البيض بلطف بزاوية تتراوح بين 45 و90 درجة.
هذا البطء مهم لضمان عدم إزعاج الأجنة أو حدوث أي صدمات مفاجئة. يتم تقليب البيض عادة 3 إلى 5 مرات يوميًا خلال أول 18 يومًا من التفقيس. الهدف هو توزيع الحرارة والرطوبة بشكل متساوٍ ومنع التصاق الجنين بجدار البيضة.
ختاما باستخدام هذه العوامل و التركيز فيها و السهر عليها بحذر، يمكن تحقيق نسبة تفقيس عالية تتجاوز 90% وفي حالة صحية ممتازة تمكن المربي من إنشاء قطيع جيد و ذو مردود مالي مرتفع.